يارب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
احب ابداء كلامى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اقرؤوا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه).أخرجه مسلم.

المصحف الشريف

يوميات صائم

يوميات صائم .. التوكل علي الله

(.. ولله عتقاء من النار.. وذلك كل ليلة)
التوكل علي اللهبسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فالتوكل على الله وتفويض الأمر إليه سبحانه, وتعلق القلوب به جل وعلا من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب ويندفع بها المكروه, وتقضى الحاجات, وكلما تمكنت معاني التوكل من القلوب تحقق المقصود أتم تحقيق, وهذا هو حال جميع الأنبياء والمرسلين, ففي قصة نبي الله إبراهيم – عليه السلام – لما قذف في النار روى أنه أتاه جبريل, يقول: ألك حاجة ؟ قال: "أما لك فلا وأما إلى الله فحسبي الله ونعم الوكيل" فكانت النار برداً وسلاماً عليه, ومن المعلوم أن جبريل كان بمقدوره أن يطفئ النار بطرف جناحه, ولكن ما تعلق قلب إبراهيم – عليه السلام – بمخلوق في جلب النفع ودفع الضر.
و نفس الكلمة رددها الصحابة الكرام يوم حمراء الأسد – صبيحة يوم أحد – يقول تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ} [آل عمران: 173 , 174].

ولما توجه نبي الله موسى – عليه السلام – تلقاء مدين {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 23 – 24] أوقع حاجته بالله فما شقي ولا خاب, وتذكر كتب التفسير أنه كان ضاوياً, خاوي البطن, لم يذق طعاماً منذ ثلاث ليال, وحاجة الإنسان لا تقتصر على الطعام فحسب, فلما أظهر فقره لله, ولجأ إليه سبحانه بالدعاء, وعلق قلبه به جل في علاه ما تخلفت الإجابة, يقول تعالى: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ} [القصص: 25] وكان هذا الزواج المبارك من ابنة شعيب, ونفس الأمر يتكرر من نبي الله موسى, فالتوكل سمة بارزة في حياة الأنبياء – عليهم السلام – لما سار نبي الله موسى ومن آمن معه حذو البحر, أتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً, فكان البحر أمامهم وفرعون خلفهم, أي إنها هلكة محققة, ولذلك قالت بنو إسرائيل: إنا لمدركون, قال نبى الله موسى: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} قال العلماء: ما كاد يفرغ منها إلا وأُمر أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم, فكان في ذلك نجاة موسى ومن آمن معه, وهلكة فرعون وجنوده, ولذلك قيل: فوض الأمر إلينا نحن أولى بك منك, إنها كلمة الواثق المطمئن بوعد الله, الذي يعلم كفاية الله لخلقه: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} [الزمر: 36]
التوكل والتواكل:

قد تنخرق الأسباب للمتوكلين على الله, فالنار صارت برداً وسلاماً على إبراهيم, والبحر الذي هو مكمن الخوف صار سبب نجاة موسى ومن آمن معه, ولكن لا يصح ترك الأخذ بالأسباب بزعم التوكل كما لا ينبغي التعويل على الحول والطول أو الركون إلى الأسباب, فخالق الأسباب قادر على تعطليها، وشبيه بما حدث من نبى الله موسى ما كان من وسلم يوم الهجرة, عندما قال أبو بكر – رضي الله عنه -: لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآنا, فقال له النبي :"ما بالك باثنين الله ثالثهما, لا تحزن إن الله معنا"، وهذا الذي عناه سبحانه بقوله: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التوبة: 40].
والأخذ بالأسباب هو هدى سيد المتوكلين على الله – صلوات الله وسلامه عليه - في يوم الهجرة وغيره, إذ عدم الأخذ بالأسباب قدح في التشريع، والاعتقاد في الأسباب قدح في التوحيد, وقد فسر العلماء التوكل فقالوا: ليكن عملك هنا ونظرك في السماء, وفي الحديث عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال: قال رجل: يا رسول الله أعقلها وأتوكل, أو أطلقها وأتوكل ؟ قال: "اعقلها وتوكل" [رواه الترمذي وحسنه الألباني], وأما عدم السعي فليس من التوكل في شيء، وإنما هو اتكال أو تواكل حذرنا منه , والتوكل على الله يحرص عليه الكبار والصغار والرجال والنساء, يحكى أن رجلاً دخل مسجد النبي بالمدينة فرأى غلاماً يطيل الصلاة, فلما فرغ قال له: ابن من أنت؟ فقال الغلام: أنا يتيم الأبوين, قال له الرجل: أما تتخذني أباً لك, قال الغلام: وهل إن جعت تطعمني ؟ قال له: نعم, قال: وهل إن عريت تكسوني؟ قال له: نعم, قال: وهل إن مرضت تشفيني؟ قال: هذا ليس إلي, قال: وهل إن مت تحييني, قال: هذا ليس إلى أحد من الخلق, قال: فخلني للذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين, والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين, قال الرجل: آمنت بالله، من توكل على الله كفاه.
و في قصة الرجل الذي كان يعبد صنماً في البحر, والتي نقلها ابن الجوزي عن عبد الواحد بن زيد دلالة على أن التوكل نعمة من الله يمتن بها على من يشاء من خلقه حتى وإن كان حديث العهد بالتدين, فهذا الرجل لما جمعوا له مالاً ودفعوه إليه, قال: سبحان الله دللتموني على طريق لم تسلكوه, إني كنت أعبد صنماً في البحر فلم يضيعني فكيف بعد ما عرفته, وكأنه لما أسلم وجهه لله طرح المخلوقين من حساباته, فغنيهم فقير, وكلهم ضعيف وكيف يتوكل ميت على ميت: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ}.
و في الحديث:"لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً" [رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح]. وكان من دعاء وسلم:"اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك". [رواه البخاري ومسلم] وكان يقول: "اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت, اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني, أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون". [رواه مسلم], وكان لا يتطير من شئ صلوات الله وسلامه عليه, وأخذ بيد رجل مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال: "كُلْ ثقةً بالله وتوكلا عليه" [رواه أبو داود وابن ماجة].
التوكل على الله نصف الدين:
ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله عز وجل مع أخذهم بالأسباب الشرعية, فالتوكل كما قال ابن القيم: نصف الدين والنصف الثانى الإنابة, فإن الدين استعانة وعبادة, فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة, وقال أيضاً: التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم, وقال سعيد بن جبير: التوكل على الله جماع الإيمان, وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون, فإن قدموا مكة سألوا الناس, فأنزل الله تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. وروي أن نبي الله موسى – عليه السلام – كان يقول: "اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان, وبك المستغاث وعليك التكلان, ولا حول ولا قوة إلا بك". عباد الله إن الله هو الوكيل, الذي يتوكل عليه, وتفوض الأمور إليه ليأتي بالخير ويدفع الشر.
من أسماء الرسول:المتوكل
و من أسماء وسلم "المتوكل" كما في الحديث: "وسميتك المتوكل".و إنما قيل له ذلك لقناعته باليسير والصبر على ما كان يكره, وصدق اعتماد قلبه على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والأخرة وكلة الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه, ولكم في نبيكم أسوة حسنة وقدوة طيبة, فلابد من الثقة بما عند الله واليأس عما في أيدي الناس, وأن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك, وإلا فمن الذي سأل الله عز وجل فلم يعطه, ودعاه فلم يجبه وتوكل عليه فلم يكفه, أووثق به فلم ينجه؟ إن العبد لا يؤتى إلا من قبل نفسه, وبسبب سوء ظنه, وفي الحديث: "أنا عند ظن عبدي بي, فليظن بي ما شاء" والجزاء من جنس العمل, فأحسنوا الظن بربكم وتوكلوا عليه تفلحوا, فإن الله يحب المتوكلين.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


يوميات صائم .. الصلاة

(.. ولله عتقاء من النار.. وذلك كل ليلة)
الصلاةقال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]
وكان آخر كلام النبي : "الصلاة الصلاة.." [أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني].
وكان عبد الله بن مسعود يقول: "من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا؛ فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف" [مسلم وغيره]
ومن رحمة الله بعباده أن فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة وهي إكرام من الله للمؤمنين، فإن ثمار الصلاة وأسرارها مما يصعب تعداده وحصره، فهي مانعة بإذن الله لمن داوم عليها من المخالفات والمعاصي والفواحش والمنكرات، وفي هذا غاية الصلاح للعباد والبلاد، وفيها إقامة ذكر الله تعالى وفي هذا من إسعاد الروح وإبهاج القلب وانشراح الصدر ما لا يخطر ببال ولا يدور بخيال.
وفي الصلاة أمن وسكينة، لأن المصلي يتّصل بالقوي العظيم -جل في علاه فيجبر كسره ويقوي ضعفه ويصلح باله ويدافع عنه، وفي الصلاة عون على أمور الدنيا ودفع همومها وغمومها وأحزانها، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}، ومنه قوله لبلال: "أَرِحْنَا بِالصَّلاَةِ يَا بِلاَلُ"، ففي الصلاة راحة الضمير واستقرار القلب والأمن الداخلي والهدوء النفسي، عرف ذلك من عرفه وجربه من جربه.
بل إن الرزق الواسع مع الصلاة؛ يقول تعالى:
{وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، ثم قال: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.
فصارت الصلاة في الإسلام لمصلحة العباد في الدنيا والآخرة، وصارت سببًا لنيل رضوان الله والفوز بثوابه، وسببًا لدخول جنته، وطريقًا إلى السعادة والحياة الطيبة، ولهذا فرضت الصلاة في الحضر والسفر والصحة والمرض وحتى في وقت الخوف واشتداد القتال في المعركة وما هذا إلا لعظيم أثرها وجليل نفعها وكبير فائدتها وما فيها من الثمار اليانعة والقطوف الدانية والخيرات المتتابعة في النفس والجسم والعقل والأهل والحياة عمومًا ثم في جوار رب العالمين في جنات النعيم.
ولهذا قال بعض الأدباء: مسكين هذا الذي لا يصلي .. إنه صفر في هذه الحياة لا قيمة له ولا مكانة ولا نفع ولا أثر، لأنه قطع الصلة بينه وبين الله.
مسكين هذا الذي لا يصلي .. إنه وصل إلى جدار الانهيار وسور الانتحار مع غضب الجبار ومقت القهار، إن الذي لا يصلي مفلس من الزاد الروحي والمدد الإيماني والعطاء الرباني والفتوح الإلهية والمعارف النبوية؛ لأنه لما ترك الصلاة انقطع عن مصدر القوة والغنى والمجد والشرف والسؤدد؛ لأن الصلاة اتصال الفقير بالغني والضعيف بالقوي والميت بالحي والفاني بالباقي، فإن لم يصلِّ الإنسان بقي في ضعفه وفقره وفنائه وذله مع المقت وسوء البصيرة، فالفلاح مع الصلاة الخاشعة المطمئنة كما قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ}.
وقد سمى الله أداء الصلاة قيامًا فقال: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ}
فالقيام بها غير أدائها، لأن القيام يقتضي الإتيان بالصلاة على أكمل وجه وأتم حال من استيفاء الأركان والواجبات والإتيان بالسنن والمستحبات مع الخضوع والخشوع، فإذا أدى المصلي الصلاة على هذه الكيفية فقد أقامها، وهذه الصلاة بعينها هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ولهذا يسأل بعض الناس: كيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر ونحن نرى من المصلين من يقع في الفحشاء والمنكر من أكل الربا والسحت والكذب وشهادة الزور وعقوق الوالدين وارتكاب الكبائر ونحوها؟ فأين نهي الصلاة لهؤلاء عن الفحشاء والمنكر؟
والجواب: إن الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الشرعية المقبولة المؤداة على السنة قولاً وفعلاً وحضورًا وخشوعًا، وهي التي تثمر الخشية والإنابة بتقوى الله ومراقبته والخوف منه والقيام بأمره والانتهاء عن نهيه، أما مجرد القيام بحركات وسكنات بلا قلب حاضر ولا نفس خاشعة ولا عقل متدبر فنفعها قليل وأثرها ضعيف، ولهذا حصل من هؤلاء ذنوب كبيرة وأخطاء جسيمة؛ لأنهم لم يحسنوا الصلاة ولم يقيموها كما أمر الله بها، فلم يحصل لهم الانتفاع بها.
فمن أراد أن يقطف الثمار اليانعة من الصلاة فليجتهد غاية الاجتهاد في الإتيان بها على ما أمر الله به وأمر رسوله ، كما قال في الحديث الصحيح: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" ولما سلَّم عليه الرجل المسيء صلاته قال له مرارًا: "صلِّ، فإنك لم تصلِّ".
فهنيئا للمصلِّين الصادقين الخاشعين المنيبين وطوبى لهم وقرة عين لهم، فقد أدركوا المطلوب ونالوا المرغوب ونجوا من المرهوب وفازوا برضوان علام الغيوب وحصلوا على إصلاح القلوب وغفران الذنوب

المعلن 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق